الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

(وجهة نظر)



يقلل بعض أولياء الأمور من مكانة المعلم وحتى من هيبة المنشأة التعليمية كإدارة حكومية تابعة للدولة , وربما يعود ذلك لعدة أسباب يصعب تفصيلها في هذه العجالة , ويمكن تلمس بعضا منها , مثلا :


- طبيعة البيئة المكانية لعمل المعلمين كونها ذات علاقة (بالأطفال) .
- تهاون (بعض) الإداريين والمعلمين في فرض احترامهم على زائري المدرسة لأغراض الشكاوي أو الانتقاد .
- عجز المجتمع عن الاعتراف بقدسية البيئة المدرسية وحفظ مكانة واحترام المعلمين وطبيعة عملهم .
- تقصير الوزارة في دراسة وتهيئة برامج فاعلة للتعريف بأهمية احترام المعلم وحفظ حقوقه وكرامته من قبل المجتمع .
- تناول وسائل الإعلام للأحداث التي تتعلق بالمعلمين بالسخرية تارة وبالتضخيم تارة وبالتهويل تارات .
- اطلاع وسائل الإعلام وأفراد المجتمع كافة بما تقوم به الوزارة من (تهديدات) وتوعدات وتلميحات لتقصير وتهاون المعلمين في أداء رسالتهم .
- تقصير (بعض) المعلمين في تقديم القدوة الحسنة والشخصية ذات الهيبة أمام بقية أفراد المجتمع من خلال بعض الممارسات الاجتماعية المختلفة .
 - التركيز من قبل (بعض) وسائل الإعلام على الأحداث والممارسات النادرة والشاذة لشخصية بعض المعلمين وبعض المواقف التي يمرون بها , وإغفال النماذج المشرقة منهم .
- (ربما) أدت الضغوط المختلفة على المعلمين من جهات عدة ( التعاميم الوزارية , المشرفين , الإدارة , الطلاب , ضغط جدول الحصص , استهتار (بعض) أولياء الأمور بمكانة المعلم أمام أبنائه في المنزل مما ينعكس على قلة احترامهم لهم داخل الفصول , وهذه كلها عوامل خارجية سلبية تؤثر بكل تأكيد على نفسيات المعلمين ويمكن تفاديها بوضع دراسة وزارية عاجلة لتحسين البيئة التعليمية عموما .
- التقصير الكبير (جدا) من وسائل الإعلام في تخصيص برامج فاعلة ومؤثرة لتعريف الأسرة والمجتمع بأهمية التعامل الراقي مع المدرسة واحترام المعلم وخاصة في ظل معاناته حتى من (زملاء المهنة ربما) من مسئولين وإداريين .


لا شك أن خط الدفاع الأول ومنطقة التماس بين المعلم ومكانته يبدأ من المدرسة قبل أي مكان أخر , فهذه البيئة المكانية لها قدسية خاصة حتى لو قصرت بقية الوسائل المؤثرة في توضيحها وفرضها على المجتمع , ورجال هذا الموقع الهام والداعم لمكانة المعلم هم (الإداريين من مدير ووكلاء ومرشد طلابي) , وينبغي أن يتذكروا أنهم كانوا في يوم من الأيام يحملون ذات الهم الذي يحمله زميلهم المعلم , و ( بعضهم ) ربما تعب وعانى من كافة الضغوط التي ذكرناها في (وجهة نظر 1 ) فقرر ”الهروب“ من هذه المعركة الخاسرة (غالبا) ليتوارى خلف باب موصد بعيدا عن تلك الهموم والمعاناة , والكارثة أن (البعض) ينسى أو يتناسى أزمان المعاناة تلك , ويبدأ بتذكر واستحضار الأوامر الوزارية والطرق التربوية والفلسفات النظرية بعيدا عن واقع المعلم ”المطحون“ , فيتعامل مع مشاكله وكأنها عبء ثقيل يبحث دائما عن الخلاص والتنصل منه , وهنا لن يقلص من أثار بعض تلك (الممارسات) المحتملة إلا الإحساس بعظم الأمانة والتلاحم والإحساس بمشاكل مشتركة لبيئة واحدة ( وعظم المسئولية ) أمام رب العالمين (فقط) .
هنا يجدر ( ومن خلال تجارب وأحداث طويلة ) بخط الدفاع الأول عن مكانة المعلم أن تثار بعض النقاط مثل : - يجب أن يتعرف أولياء الأمور منذ بداية تسجيل الطالب إما عن طريق محاضرة توعوية أثناء (الأسبوع التمهيدي)أو عن طريق (مطويات) ترسل في بداية العام الدراسي توضح فيها طبيعة العلاقة بين ولي أمر الطالب والمدرسة , والخطوات الصحيحة لزيارة ولي الأمر بغرض الشكوى أو الانتقاد أو الاستفسار , وتقوم على التنبيه لعدة نقاط هامة مثل :
1- تنحصر زيارة ولي أمر الطالب لمدير المدرسة أولا ثم يوجهه لصاحب العلاقة من الوكلاء أو المرشد الطلابي .
2- ينبه ولي الأمر على تجنب الاستهتار بالبيئة المدرسية ومنسوبيها وذلك : ( بأدب الحوار – عدم رفع الصوت – تجنب التهديد والوعيد – تجنب الألفاظ المسيئة واللغة السوقية ) .
3- إرشاد ولي أمر الطالب أن هناك خطوات نظامية لشكواه تتلخص في عرض المشكلة ثم مواجهة صاحب العلاقة بها بوجود إداري من المدرسة يستمع لجميع الأطراف بكل موضوعية وأدب , فإذا ظهرت أحقية ولي الأمر في شكواه وصحتها فيمكن للإداري بإقناع المعلم بالاعتذار , أو على ولي الأمر الاعتذار لو ثبت بطلان شكواه , وتسجيل ذلك في محضر رسمي للرجوع إليها عند الحاجة أو تكرار ذات الموقف , أما في حال رفض ولي الأمر لحل الخلاف بالطرق الودية وكان الحق بجانبه فمن حقه رفع الشكوى لمستويات أعلى مع الاحتفاظ بالاحترام المفروض للمعلم ولبيئة المدرسة .
4- اتخاذ موقف صارم مع أي ولي أمر طالب يزور المدرسة بغرض (التهديد والوعيد) و (رفع الصوت) والاستخفاف بالبيئة التعليمة حتى لو استدعى الأمر لتصعيد الموقف وتدخل (الشرطة) في هذه الحالة لو أصر على امتهان قدسية المكان .

(عادل بن مليح)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هموم معلمين ,,
ربما يتسبب طالبان أو ثلاثة مستهترين يضيعون وقت 30 طالب بسلوكهم السيء , والخيارات التي أمامك : - ممنوع الضرب .
- ممنوع التوبيخ .
- ممنوع طرده من الفصل .
- ممنوع توقيفه في الفصل أو أمام الطلاب .
المطلوب :
- عالج الموقف بنفسك تربويا .
- ( وإن استعصى العلاج ) في ظل إدارة لا مبالية بكرامتك ولا براحتك ولا بأعصابك ولا بمصلحة 30 طالب ؟ .
- وفي ظل عدم تعاون جاد في حل مثل هذه المواقف من قبل الهيئة التربوية في المدرسة ( مدير , وكيل , مرشد ) .
- في حالة تجاوز المعلم واتخاذه أحد الممنوعات السابقة ووصول الأمر لولي الطالب ( تقوم الدنيا ولا تقعد ) على المعلم ويأتي الاهتمام من حيث لا تعلم والمتابعة وتذكر الأسس التربوية والتعاميم والأوامر والتوبيخات ثم يأتي دور (رمي العقل) على ولي الأمر حتى لا يصل الموضوع لمركز الإشراف أو الصحافة , ويطلب من المعلم التشفع والتذلل (لولي أو ولية ) الأمر لإسقاط شكواه , وبعد أن يتم ( لم الموضوع ) يأتي الطالب في اليوم الثاني (كالطاؤوس) ينظر للمعلم (شزرا) ولسان حاله يقول ( شفت إيش سويت فيك أمس ) ,,
ويستمر المسلسل السابق حسب خدمة المعلم ( 20 – 30 – 40) سنة ,, ثم نتعجب لماذا يصاب أغلب المعلمين بـ( السكر والضغط والجلطات ,, وربما الزهايمر المبكر ) .
في النهاية ما المطلوب منك كمعلم ؟؟؟؟؟